أرحنا بها يا بلال


كيفية دعوة الأبناء للصلاة
الأستاذة نيفين السويفي

أولاً: بالنسبة للسن الصغيرة (الطفولة المبكرة إلى المتوسطة والتي تمتد حتى 9 سنوات)
في هذه المرحلة يكون الأمر سهلاً، فالكلام البسيط اللطيف الهادئ عن نعم الله تعالى وفضله وكرمه (المدعَّم بالعديد من الأمثلة)، وحب الله لعباده ورحمته، يجعل الطفل من تلقاء نفسه يشتاق إلى إرضاء "الله سبحانه وتعالى"؛ ففي هذه المرحلة يكون الاهتمام بكثرة الكلام عن الله سبحانه وتعالى، وقدرته، وأسمائه الحسنى، وفضله، وفي المقابل ضرورة طاعته، وجمال الطاعة، ويسرها، وبساطتها.
في نفس هذا الوقت لا بد من أن يكون هناك قدوة صالحة يراها الصغير أمام عينه؛ فمجرد رؤية الأب والأم، والتزامهما بالصلاة 5 مرات يوميًّا دون ضجر أو ملل يؤثر إيجابيًّا في نظرة الطفل لهذه الطاعة، فيحبّها لحبِّ المحيطين به لها. ويلتزم بها كما يلتزم بأي عادة وسلوك يومي.
ولكن حتى لا تتحول الصلاة إلى عادة، وتبقى في إطار العبادة لا بد من أن يصاحب ذلك شيء من تدريس العقيدة، ومن المناسب هنا سرد قصة "الإسراء والمعراج، وفرض الصلاة"، أو سرد قصص الصحابة الكرام وتعلقهم بالصلاة... إلخ.
ومن المحاذير: 
- البُعْد عن النقد الشديد أو أسلوب الترهيب والتهديد، فلابد من التعزيز الإيجابي، بمعنى تشجيع الصغير حتى تصبح الصلاة جزءاً أساسيًّا لحياته. 
- مراعاة وجود الماء الدافئ في الشتاء، فقد يهرب الصغير من الصلاة لهروبه من الوضوء بالماء البارد.
هذا عامة وبالنسبة للبنات: 
نحبِّب البنات في الصلاة في هذه السن بمراعاة أمور قد تبدو صغيرة تافهة، ولكن لها أبعد الأثر، مثل: 
- حياكة طرحة صغيرة مزركشة ملوَّنة. 
- توفير سجادة صغيرة خاصة بالطفل. 

- وبالنسبة للذكور: 
تشجيع الصغير (9 سنوات) على مصاحبة أبيه إلى المسجد، ومراعاة أن يكون هناك حذاء مناسب لذلك (يُستحب البُعْد عن الأحذية ذات الأربطة التي تحتاج إلى وقت ومجهود من الصغير لربطها وصبر وطول بال)، وهذا عادة غير متوفر من المصلين المصطفِّين خلفه ينتظرون الانتهاء من ربط الصغير لحذائه.
ثانياً: بالنسبة للطفولة المتأخرة وسن المراهقة: 
بعد سن التاسعة يلحظ بصورة عامة تغير سلوك الأبناء تجاه الصلاة، وعدم التزامهم بها، حتى وإن كان ذلك كان ديدنهم، فيلحظ التكاسل، التهرب، وإبداء التبرم. إنها ببساطة طبيعة المرحلة الجديدة: "مرحلة التمرد، وصعوبة الانقياد والانصياع"، وهنا لا بد من التعامل بحنكة وحكمة مع الأبناء: 
- البُعْد عن السؤال المباشر: هل صليت العصر؟ 
الابن أو الابنة سوف يميل إلى الكذب وادعاء الصلاة للهروب منها، فيكون رد الفعل إما الصياح في وجهه لكذبه، أو إغفال الأمر، بالرغم من إدراك "كذبه". الأَوْلى من هذا وذاك هو التذكير بالصلاة في صيغة تنبيه لا سؤال، مثل"العصر، يا شباب" مرة، مرتين، ثلاثة. 
إن لم يصلِّ الشاب يقف الأب أو الأم بجواره –للإحراج- "أنا في الانتظار لشيء ضروري لا بد أن يحدث قبل فوات الأوان"، بطريقة حازمة، ولكن غير قاسية بعيدة عن التهديد.
- التشجيع وبالنسبة للبنات يكفي قول: "هيا سوف أصلي تعالي معي"، فالبنات يملن إلى صلاة الجماعة؛ لأنها أيسر مجهوداً وفيها تشجيع. 

أما بالنسبة للشاب يمكن تشجيعه على الصلاة بالمسجد، ويعتبر الشاب هذه فرصة للترويح بعد طول مذاكرة، ولضمان نزوله يمكن ربط النزول بمهمة ثانية: شراء الخبز، السؤال عن الجار... إلخ. 

وفي كلا الحالتين -الشاب أو الشابة- لا ننسى التشجيع والتعزيز، وإبراز أنه التزام الصلاة من أفضل ما يعجبنا في شخصياتهم، وأنها ميزة تطغى على باقي المشكلات والعيوب.
                                     

هناك تعليقان (2):

  1. طريقه تجعل أبنائك يصلون من أنفسهم بدون خصام أو تذكير

    تعالوا لتروا كيف تغيرونهم بإذن الله تعالى

    عن إحدى الأخوات :
    تقول .. اقول لكم قصة وقعت معي انا
    كانت بنتي بالخامس ابتدائي و الصلاة ثقيلة عليها.. لدرجة اني قلت لها يوما قومي صلي وراقبتها
    فوجدتها أخذت السجادة ورمتها على الأرض وجاءتني
    سألتها هل صليت قالت نعم.. صدقوني بدون شعور صفعت وجهها
    أعرف أني أخطأت.. ولكن الموقف ضايقني وبكيت وخاصمتها ولمتها وخوفتها من الله
    ولم ينفع معها كل هذا الكلام ..
    لكن في يوم من الأيام ... قالت لي إحدى الصديقات قصة.. منقولة ..وهي :
    انها زارت قريبة لها عادية (ليست كثيرة التدين)، لكن عندما حضرت الصلاة
    قام أولادها يصلون بدون أن تناديهم
    تقول .. قلت لها : كيف يصلي أولادك من أنفسهم بدون خصام وتذكير ؟ !!!
    قالت والله ليس عندي شي اقوله لك الا اني قبل أن أتزوج ادعو الله بهذا الدعاء وإلى يومنا هذا ادعو به
    انا بعد نصيحتها هذه لزمت هذا الدعاء .. في سجودي وقبل التسليم وفي الوتر .. وفي
    كل اوقات الاجابه
    والله يا اخواتي.. ان بنتي هذه الآن بالثانوي.. من اول مابدأت الدعاء وهي
    التي توقظنا للصلاة وتذكرنا بها واخوانها كلهم ولله الحمد حريصون على الصلاة
    حتى امي زارتني ونامت عندي ولفت انتباهها ان بنتي تستيقظ وتدور علينا توقظنا
    للصلاة !!

    أعرف .. أنكم الآن متشوقون لتعرفوا هذا الدعاء ..
    الدعاء موجود في سورة ابراهيم

    والدعاء هو ...

    ((( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء )))
    فالدعاء الدعاء الدعاء
    وكما تعلمون الدعاء سلاح المؤمن

    ردحذف
  2. ما شاء الله تبارك الله

    ردحذف